Научная статья на тему 'To a reasonable dialogue between cultures (on the example of Orthodox Christian and Muslim worlds)'

To a reasonable dialogue between cultures (on the example of Orthodox Christian and Muslim worlds) Текст научной статьи по специальности «Философия, этика, религиоведение»

CC BY
325
57
i Надоели баннеры? Вы всегда можете отключить рекламу.
Ключевые слова
the dialog / Christian World / Islamic World / tolerance / civilization / progress

Аннотация научной статьи по философии, этике, религиоведению, автор научной работы — Suhail Farah

The given study is devoted to the analysis of the cultural dialog and the possibilities of its realization between the representatives of the two world religions – Islam and Christianity – on the foundations of mutual respect, mutual understanding and tolerant attitude to each other. The author of the research studies in detail the numerous psychological barriers, destruction of which is necessary for such cultural dialog. The author underlines that the dialog between the two experiences, based on sociological approaches with the aim of constructive and creative development, sustainable fulfillment of one’s potential, is crucially important for the awareness and cognition of the reality and existence. At the same time, life demands unconditional acceptance of the current conflicts and mistakes. All the theoretical claims that are made in this paper are confirmed by the citations from the Holy Quran and Bible. It is pointed out in the study that only positive dialog between the Orthodox Christian and Islamic worlds will lead to the development of our civilization. The paper notes that the rational and sensible dialog is a possibility in various fields of human activity – cultural, philosophical, religious, spiritual, political, economic – and its value is in the aspiration for enriching human and spiritual interaction between the Christian and Islamic worlds.

i Надоели баннеры? Вы всегда можете отключить рекламу.
iНе можете найти то, что вам нужно? Попробуйте сервис подбора литературы.
i Надоели баннеры? Вы всегда можете отключить рекламу.

Текст научной работы на тему «To a reasonable dialogue between cultures (on the example of Orthodox Christian and Muslim worlds)»

ТЕОЛОГИЯ

УДК 2

TO A REASONABLE DIALOGUE BETWEEN CULTURES (ON THE EXAMPLE OF ORTHODOX CHRISTIAN AND MUSLIM

WORLDS)

نحوحوار عقلاني بين الحضارات (العالمان المسيحي والاسلامي نمونجأ)

Suhail Farah

Russian AcademyofEducation, Lebanese University, Op^e^n University “Dialogueof

civilizations”

gsfarah.otmail.com

Submission Date: 02.03.2018

الملخص

أن هذا البحث مكرس لتحليل الحوار الثقافى وأمكانيات تحقيقه بين ممثلى الديانتين العالميتين -الاسلام والمسيحية — على اساس الاحترام المتبادل والتفاهم المتبادل وعلاقة التسامح بين بعضهم البعض. يكشف مؤلف البحث سلسلة من العوائق النفسية، التى ينبغي ازالتها لبناء هذا الحوار الثقافي. يؤشر الباحث بان حوار الخبرات من وجة نظر الطرق الاجتماعية بهدف التطوير البناء والكشف المتواصل للقدرات، هو ضووري للشعور بالواقع والوجود وأدراكه. وعند ذلك، فأن الضرورة الحيتية تقدم الاعتراف المضمون بالاصول التار.خية لجميع الخلافات والاخطاء الموجودة'. أن جميع الاوضاع التاريخية المطروحة في هذا المقال، قعزز باشتشهادات من القرآن الكريم والتوراة، ويشار في البحث الى أن الحوار الايجابي فقط بين ممثلي العالمين الاسلامي والمسيحي، سيساعد على تطوير حضارتنا. ويلاحظ في المقال أن الحوار العقلى العقلائي ممكن في مختلف مجالات النشاط البشري — الثقافي و الفلسفي والديني والروحي والسياسي والاقتصادي، وتكمن أهميتها في السعي الثابت نحو إغناء العلاقات الانسانية والروحية المتبادلة بين ممثلي العالمين الاسلامي والمسيحي.

الكلمات المفتاحية: الحوار، العالم المسيحي، العالم الاسلامي، التسامح، الحضارة'، التقدم.

Abstract

The study: is devoted to the analysis of the cultural dialog and the possibilities

^f its realization between the representatives ^f the two world religions - Islam and Christianity - on the foundations ^f mutual respect, mutual understanding and tolerant attitude to each other. The author ^f the research studies in detail the

numerous psychological barriers, destruction o؛ which is necessary J^c^r such cultural dialog. The author underlines that the dialog between the two based ^n

sociological approaches with the aim o؛ constructive and creative development, sustainable؛u^۴illme^t o؛one’s potential, is crucially important J^c^r the awareness and cognition o؛ the reality and existence. At the same time, life demands

unconditional c^c^c^e^p^t^c^r^c^e o؛ the c^r^T^T^e^r^t conflicts and mistakes. AH the theoretical claims that are made in this paper are confirmed by the citations Jfrom the Holy ^uran and Bible. It is pointed out i^n the study that only positive dialog between the Orthodox Christian and Islamic worlds will lead to the o؛ our

civilization. The paper notes that the rational and sensible dialog is a possibility in various fields of human activity - cultural, philosophical, religious, spiritual, political, economic - and its value i^s in the aspiration ؛or enriching liu^^c^n and

spiritual interaction between theChristian and Islamic worlds.

Keywords*, the dialog, Christian World, Islamic World, tolerance, civilization, progress

For cVinv. Suhail, F. (2018). لحضادل1دت) العالمان ا لمسيحيI نحو حوار عقلاني بين

^^h) [To a reasonable dialogue between cultures (on the example OrthodoxChristianandMuslimWorlds]. EurasianArabic Studies, 104-92 ١ق.

المقدمة

الحوار I رخيولوجعإ اCjjjaknJ

للحوار أصوله وشروطه وعوائقه ومرتجاه بين العالمين المسيحى والإسلامى ألخصها بالنقاط ١لتالة :

أولاء: قبل أن يبدأ الحوار العقلاني مع الآخر، يتوجب بداية أن يجريه المرء مع نفسه. يسعى فيه لتحليل الجوانب المسالمة والأخرى الردعية في قوله وفعله . فالحوار الذي يرتكز على منطق العقل ومخزون العاطغة، يبدأ بالمقارنة المنهجية بين الشلن واليقين بين فكرة وفكرة وبين سلوك وسلوك . وكل هذا يدور ضمن دائرة الإنسان الواحد، والعقيدة الواحدة والدين الواحد والثقافة الواحدة . والهدف من ذلك، ليس "المونولوغ" النرجسي مع النات بل التوق الدائم للذات من أجل توسيع المقاربة العقلانية النقدية للنات نفسها، وتوسبع مساحات الحكمة والسلام والمحبة ضمن الدائرة الواحدة لتعميمها لاحقاا مع الدائرة أو الدوائر الأخرى . فمن اجل تقر.بب المسافة بين حكمة العقل ودفء القلب، يتوجب على الإنسان أن يعرف نفسه . هكذا علمنا أب الفلسفة سقراط . فالمعرفة العميقة المعقلنة للنات والمنتشية بروحانية القيم الإنسانية المشتركة هي المفنناح للولوج إلى عملية التناغم بين الإنسان كفرد وبين إخوته البشر، وبين هؤلاء ومحيطهم الطبيعي الكوني .

ثانيا ;لا بد أن يكون في الحوار شريك منفتح . لأن في الحوار المنفتح تتلاقى روح الطرفين ومعهما رغبتهما المشتركة في المزيد من التقارب والتفاعل . في الحوار تتحقق الشراكة المتبادلة بين المتكلمين . فكل طرف بجمل أفكاره وتجاربه ونصوصه وحقائقه . وفن الحوار هو القدرة على تبيان حقيقة وجهة نظر سلوكية الآخر فأفكارنا وحقائقنا الدينية و غير الدينية كمسيحيين ومسلمين يمكن تصحيحها وتعميقها من خلال التواصل الدافئ واللقاء الخلاق مع الأفكار والحقائق الغني يحملها المحاور الآخر ٠ والحوار في هذا السياق هو الولوج الحقيقي في توسبع مساحات المعرفة والتحرر من الأفكار المفلوئ عن النات والآخر ٠ كما أن الحقيقة كما يقول أحد حكماء المشرق، المتروبوليت جورج خضر "لا يلدها قلب منغلق، إنها تنزل على فكرين الواحد منهما على الآخر" (خضر،1994).

ثالثا; المساواة أمام نقاط القوة ونقاط الضعف في الشخصتين الإسلامية والمسيحية أمام الأنسان كقيمة كونية وأمام خالق الإنسان والكون . فلكل منا نقاط قوته وضعفه حيال كل المسائل الوجودية

الحياتية

رابعا; الاحترام التام للاخر وقبوله والإصغاء إليه . فالحوار لا يقوم على محاولة إقناع الآخر بصحة أقواله ونصوصه وتجاربه من خلال لحفر أقوال ونصوص وتجارب الآخر، بل يتوجب أن يستند إلى التوضيح والفهم والتعلم والتواضع . فالمبدأ السيكولوجي والسلوكي الذي يفترض أن يسير علاقتنا مع ذاتنا الثقافية ومع النات الثقافية للاخر هو الإقرار بمبادئ الموضوعية والنسبية في النظرة إلى إسهام كلل واحد منا في صنع الحضارة ٠ وهذا الذي يفرض دائماء على ألا ننوهم النات الفردية والجماعية لحضارة ما نفسها باستبعاد الآخر وإقصائه وتحقيره وعدم احترامه، بل التواصل الطوعي والاقتراب منه والتعاطف الفعلي معه والإسهام العملي في حلل مصاعبه والإعجاب بمتجزاته الذناريخية والحاضرة .

خامسا ; يفترض أن يكون المحاور ذو إرادة حرة ٠ فالحوار يستفدعي من صاحبه الاستقلالية في الرأي والحكمة والاطلاع المعرفي الواسع، لا التقيد الصارم بحرفية النصوص، والطاعة العمياء لحراس العقيدة و الاستسلام لمخلفات الذاكرة التاريخية المليئة بالشاحنات ٠ فقبل أن يأني المرء المرء للحوار مع الآخر ينبغي عليه أن يطهر عقله ونفسه،متحررا ء من عقده وعصبيته وتقوقعه النرجسي حول ذاته الدينية والدنيوية ٠ فالحوار يعانق أصحابه عندما يدخلون أمعبدأ اللقاء وهم متوجون بالعقل الواسع والقلب الحار والإرادة الحرة' . وهذا يؤدي لا محالة إلى معرفة أفضل للنات من خلال مقارنتها مع النات الأخرى، ويؤدي أيضاء إلى تذوق أعمق للكنوز الثقافية و الروحية الغني أنتجتها وتنتجها العقول المبدعة والقلوب الطاهرة في العالمين الأرثوذكسي و الأسلامي في هذا البحث يتم التركيز على الشق الأرثوذكسي في المدى المسيحي العام . ملاحظة من المؤلف س٠ ف.(

سادسا :يتوجب أن يشمل الحوار كافة المستويات والمساحات والتجارب الإنسانية في العالمين لعل

أبرزها;

95

Арабистика Евразии, № 3, Ноябрь 2018 Eurasian Arabic Studies, № 3, November 2018

الدراسات العربية الأوراسية،3، نوفمبر 2018 أ- حوار المفاهيم حول القيم الروحية والأخلاقية ٠ وذلك بهدف السعي الحثيث لتفهم خطاب

الآخر الديني والفكري والثقافي والذاار.يخي . وهذا ددوره يسهم في التجديد الدائم للغة المعرفة ويعمق التفاهم والاحترام المتبادل .

ب- حوار الدنيويات، أي إقامة شبكة واسعة من العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في سائر الحقول العلمية للحياة، حيث تتعاون فيها المصالح وتتكامل . ج- حوار المساجلة والنقاش و " المناقشة " الديمقراطية، من أجل تنشيط الروح العقلانية النقدية البناءة للذات والآخر .

د- حوار الججارب أي إخضاع الججارب الإيجابية والسلبية للمقاربة الفلسفية والسوسيولوجببة، بهدف التطوير الإيجابي والكشف المتواصل من أجلل تلمس حقائق والوجود والواقع. فالضرورة الحياتية تتنضي القبول بأمانة بالجنور التار.خية للخلافات والاعتراف بالأخطاء . وهذه خطوة' هامة من أجل التئام الجراح التاريخية وإرساء الثقة بالحاضر والمستقبل. سابعا; جدلية التارر و التأثير في الماضي والحاضر والمستقبل . رغم أن سمة الوجود هي الصراع بين الأقوى والأضعف . هي السمة الغني يحرص التركيز عليها أنصار الفلسفة الدارينية

الاجتماعية ودعاة الصراع الأزلي بين الحضارات والأديان، فإن على الذوابت المفكرة' في العالمين الأرثوذكسي والإسلامي أن تركز على الخط. الآخر في العلاقة بين الأديان والحضارات وهو خط التفاعل الإيجابي. و أن يتم التركيز على أن جدلية الحياة مبنية بدورها على علاقة الأنا الايجابية مع الآخر، على عملية التأثر والتأثير . فكل علاقة تفاعلية إيجابية، لا يمكنها إلا ان تؤدي إلى رركيبة جديدة أغنى، وتزداد فيها مساحة الإيجابيات والجماليات والإنسانيات والروحانيات . وتجارب التفاعل الإيجابي بين الحضارات على مستوى فنون العمارة والرسم وكافة الفنون الأخرى، وتبادل الخبرات في إدارة الاقتصاد والمجتمع، وأيضا على مستوى الزيجات المختلطة والاختلاط الودي المشترك، ، لهي خير دليل على أن عملية التفاعل الإيجابي في التاريخ يمكن تكرارها بشكل أوسع في الحاضر وابتكار طرق أنجح لصنع المستقبل المشترك. هذه هي المبادئ السبعة التي قد تشكل الصورة الأنجع الغني تبدو لأول وهلة وكأنها مثالية يصعب كثيرأ تحقيقها ، لأن أمام الحوار ،عوائق أبب;سخخمولوجية وشروط حياتية من داخل العالمين وفي علاقة كل .عالم بالآخر، وهذا إلى حد ما صحيح. بيد أن العلاقة بين العالمين الأرثوذكسي و الإسلامي فيها العديد من القواسم المشتركة والآمال المرجوة المشتركة لتعميم مثل هكذا ثقافة للحوار . ولنحاول تبيان كل نقطة منهما . المنهجية ومادة البحث العوائق ألأبيستمولوجية و الحياتية

لكل عالم لغته أو لغاته، ودينه، ونمط. ففكبره وسلوكيته أو بكلمة أخرى رصيده المعرفي و تجربته الحياتية. وهو بهذا متمايز لا بل مختلف عن الآخر. وهذه ظاهرة طبيعية متأصلة فى التركيبة

I11P

Арабистика Евразии, № 3, Ноябрь 2018 Eurasian Arabic Studies, № 3, November 2018

الدراسات العربية الأوراسية،3، نوفمبر 2018

АРАБИСТИКА ЕВРАЗИИ EURASIAN ARABIC STUDIES

EBPAl АРАБиаИКАСЬГ

البشرية الطبيعية. هي جزء من حالة التنوع وهي مصدر غنى وجمال و تكامل بين سكان العالمين الأرثوذكسي والإسلامي وسكان هذا الكوكب ككل. فكما يشير فريق البحث الإسلامي - المسيحي ان الله خلقنا مختلفين ودعانا إلى التعاون والحوار، لكي نعتر هذه الدنيا بالعدل في العالم العربي

ورغم إن الاختلاف يشكل العائق الطبيعي أمام أن يتماهى كلد طرف مع الآخر، إلا أنه يفرض نفسه على أطراف الحوار، ليشكل الحوار بدوره واجباء حيتيا، واجبا أخلاقيا ودينيا، فهو لكونه حوارا بين أناس مختلفين، فأنه بحد ذاته مغامرة، بعنى أنه يحصل بين بشر متنوعى المشارب الاتنية والثقافية و الروحية، ويخضع بدوره لشروط قدتضع عوائق ١بيستومولوجبة وقيودا على الحرية والعدالة والسلام بين العالمين الأرثوذكسي والإسلامي. العائق الفاني قد يكون الأساسي حسب رأي، لا يكمن في ظاهرة' أو فلسفة الاختلاف بين الطرفين، بل انه يذخمثل قبل كل شيء بمعضلتين أساسيتين ٠ الأولى تكمن في غياب النظرة الاءنتروبولوجية للانسان . والثانية غياب النظرة العقلانية للذات.

فالمقاربة الاءتتروبولوجية للانسان تنظر الى التركيبة البشرية المكونة من عناصر بيولوجية ونفسية وعقلية حتى روحية واحدة . وما ظاهرة التنوع والاختلاف إلا مظاهر لجوهر إنساني واحد. وإذا أردنا أن نخضع الوعي الديني والثقافي للتحليل الفلسفي والاءنتروبولوجي، فلم يعد يسكننا هاجس مكمن الحقيقة أو الخطأ في الخيارات، بقدر ما يهمنا ما ففرزه السلوكية الحيثية والثقافية من طاقة ايجابية أو سلبية . فالمقاربة الفلسفية و الأنتروولوجية للاديان على سبيل المثال قد تكون فهها مساحة الموضوعية أوسع من أي مقاربة أخرى تحمل طابعا ضيقا. هي تساعد على فهم الروح البشرية الواحدة الكامنة وراء خصوصية هذا الدين أو الشعب أو الثقافة . وفي غياب النظرة العقلانية النقدية للذات، يكون المرء أسير تاريخه، ونصه ولفته الدينية والدنيوية. مدما يجعله مع الزمن يكرر أخطاءه ويجتر أوهامه ويعمق من رؤيته النرجسية الذاتوية

إن غياب هاتين اكطرتين نستمدها بوضوح ليس فقط. لدى سواد الناس بين عامة المؤمنين في العالمين الإسلامي والأرثونكسي، بل إن غيابها بارز في مقاربة النخب الدينية والثقافية التي تقود الرأي وفببرك الوعي والأنواق لدى شعوبها، وهنا مكمن الخطر الأكبر. لأن في هذا الغياب يتشكل العائق الأبرز للرؤية الموضوعية العلمية الشاملة للانسان والدين والثقافة. العائق الثاث البارز هو ثقل الذاكرة الذاار.بخية على الطرفين. فالخلافات بين الأرثوذكس والمسلمين لها جوور متعلقة بممايز النصوص والطقوس، ومرتبطة بالصراعات الغني دارت بينهما على مدى عصور كثيرة' على مناطق النفوذ، والتي أدت الى صراعات ومشاحنات وحروب كثيرة'. وإذا أردنا أن نجري توضيحا سريعا للعلاقة التاريخية بين العالمين الأرثوذكسي والإسلامي فإن المرطة الأولى شهدت صراعات دموية بين المسلمين والبيزنطيين هيمن عليها المعرفة المنووصة والتجاهل و اللامبالاة حيال إيمان الآخر ، والغني لم تخلل أحيانا من مشاعر الازدراء والاستهتار.

والسلام" (النهار،2002).

لمح٥ وI ا؛ ;*ه

Арабистика Евразии, № 3, Ноябрь 2018 Eurasian Arabic Studies, № 3, November 2018

الدراسات العربية الأوراسية،3، نوفمبر 2018

АРАБИСТИКА ЕВРАЗИИ EURASIAN ARABIC STUDIES

EBPAl АРАБиаИКАСЬГ

تلك المرحلة انتقلت مع الزمن من الحالة الإقصائية الى الحالة التبشيرية ومن ثم تطورت في بعض المناطق إلى الحالة الحوارية الإيجابية. بيد أن انتقال الأمور من حالة إلى حالة لم يكن بنفس الوتيرة واحدأ في العالمين. فهناك حالات ما زالت تنكرنا بنقاط التفجر الماضية بين الأتراك والبيزنطيبن والتي برزت في السنين الخمسين الماضية في قبرص و ناغورني كاراباخ والشيشان ويوغوسلافيا وألبانيا وبعض البؤر المشتعلة في مناطق متفرقة من شمال القفقاس. وهناك حالات التعايش السلمي وحسن الجوار بين الأرثوذكس والمسلمين، والغني تشهد مساحات نجاح واسعة لها في المشرق الغربي وحوض الفولغا وبعضى مقاطعات جنوب القفقاس والقسم الأوسط. من روسيا. وهناك حالات من البين بين، وإن بنسب متفاوتة هنا وهناك فى كل من بلغاريا ورومانيا واليونان وأوزبكستان

في المناطق المشتعلة نشهد ظاهرة' التعصب والأصولية والإرهاب مجدها الأقصى، وفي المناطق المسالمة تنشط. حركة الحوار الايجابي بين الجماعات المتنوعة، وفي مناطق البين بين نجد الترقب والحيرة يطفو على سطح المواقف والأحداث. وهذه المناطق والقضايا باتت معروفة للجميع. وهذا البحث لا يضع أمامه مهمة التوسع في تأويل أسبابها ونتائجها. فهذا يتطلب تواجد فريق عمل من الباحثين الكبار في الفلسفة والتاريخ والسوسيوثقافة واللاهوت والفقه والسياسة، للانكباب على تأسبس إستراتيجية معرفية جديدة هادفة إلى الهدم التدريجي للارث السلبي للتاريخ، وإلغاء الجدران العازلة بين الثقافيتين وفي هذا السياق ومن أجل الوصول الى هذا الهدف المرغوب، من الأهمية بمكان التركيز في الإستراتيجية المعرفية المنشودة على أربعة مهام: أ- الدراسة المتأنية لمخلفات الذاكرة الذناريخية ولقوتها الراهنة.

ب- اتباع المنهج المقارن بعين فلسفية و أنتروبولوجية موضوعية . ج- دراسة حركة التجاذب بين اللغة الدينية واللغة التاريخية والفكر الذي يحمل هاتين اللغتين.

د- تبيان مسببات حالات التوتر بين ما يقوله العقل الفلسفي و العلمي المتواضع بشكل عام

وبين ما ففرزه المتخيلات الاجتماعية من أوهام ومخاوف دائمة. فالمعرفة والثقافة كما يقول المفكر م.اركون"تزداد غنى واتتشارأ، عندما تملك معايير دقيقة لتحقيق الحق والخير والجمال و بحيث لا يكون الحق والخير والجمال حقا وخيرأ وجمالا بالنسبة لععشيرة أو القبيلة أو المجموعة أو الجماعة أو الأمة فقط، بل بالنسبة إلى مجموع البشر" )1996 ,Arkun(. العائق الرابع الذي يحول دون فتح أبواب الحوار مشرعة، هو الجهل بالنصوص والنفوس. والجهل كما يقول الفيلسوف الألماني هولباخ هو أبو الخطايا. فهناك الكثير من نقاط الخلاف بين العالمين الإسلامي والأرثونكسي، لم يكن مصدرها الضغوطات الخارجية، أو محاولات الغزو والاتتناص التى تتلبس بثوب دينى، بل إن مصدرها هو غياب ثقافة المعرفة فى جوهر النصوص الإسلامية

٠٠ ٠٠ ٠٠ ء

والمسيحية التي تحضر بكثافة فيها روح المحبة والسلام والتعبد النقي لرب العالمين. وايضا في معرفة الجوانب المشرقة والخلاقة في تعاليم وسلوكيات الكبار من الصوفيين و'االهذوئيين-الذساك" الذين نظروا إلى الإنسان كقيمة روحية شاملة تكون على صورة الله ومثاله.

ولنتوقف قليلاء عند بعض النصوص منكرين على سبيل المثال لا الحصر ببعض الأقوال الخالدة

ش١لاذجلا والقرآن.

1. فالسيد المسيح يقول على لسان الرسول متى: " أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم، أحسنوا الى مبغضيكم، وصلوا لأجل النين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات. فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين" )العهد الجديد - متى 5: 44، 45).

2 .وفي القرآن الكريم قول مشابه لهذا الكلام النوراني. ففي سورة' الحجرات آية تقول: "يا أيها الناس، أنا خلقناكم من نكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتععارفوا، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله خبير" (القرآن . سورة' الحجرات : 13).

3.والتركيز على لغة الحوار وأخلاقياته في النصين هي كيررة أيضا، نذكر القليل منها. ففي رسالة بطرس الرسول إلى المسيحيين يقول: "كونوا مستعدين لأن تقدموا جوابا مقنعا، لكل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي في داخلكم بوداعة واحترام" (العهد الجديد. الرسالة الأولى 3: 15). أما في القرآن الكريم فهناك قول بديع "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن" (القرآن :سورة' النحل 16: 125).

وبولس الرسول بدوره يتوقف عند المسألة الحيوية في روح الحوار فيقول "ليكن دائما كلامكم كل حين بنعمة، مصلحا بملح ... فتعرفوا كيف ينبغي لكم أن تجيبوا كل إنسان"( العهد الجديد: كولوسي 4: 6).

وفي سورة' آل عمران يقول القرآن الكريم: "قل يا أهل الكناب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم" (القرآن. آل عمران : 64).

قد تطول الاستشهادات فى النصين المقدسين وقد يتوفر فى النصى نقاط خلافية أيضا و هى موجودة' فعلا. الفرق بين قارئ وقارئ، هو كالفرق بين المؤمن التقي والمتعصب الجاهل. فالمؤمن المتنور يحول طاقة إيمانه بما تحمله من روح المحبة في النصى المقدس إلى طاقات حوار وتلاقي وتعاون وشراكة. بينما المتعصب يحول طاقات إيمانه الضعيفة وتحجر قلبه لقيم المحبة الموجودة' بكنافة في النصين الى طاقات للكراهية والاعتداء. فالنين يختلقون النزاعات والصدامات الكلامية والجسدية ويؤججون الحروب ويسفكون الدماء ويمارسون كل أنواع الإرهاب من أتباع هذا الدين أو ذاك هم الذين يركزون على نقاط الخلاف الحادة في كل نص ديني حيال النص الديني الآخر. بينما النين يسعون إلى توسيع القواسم والمساحات الإنسانية المشتركة بين مريدي أو مؤمني الأديان المتنوعة هم النين يسعون بصدق على تأكيد طهر الرسالة السماوية لأديان المرتكزة بشكل أساسي على المحبة والعدل والسلام الداخلي والرجاء بالحياة الأخرى ليس فقط لأبناء ديتهم أو ملتهم بل لأبناء البشر كلهم.

العائق الخامس هو الصراع الضاري بين المقاربة العلمانية والمقاربة الدينية لقضايا الوجود والدنيا. فغياب الاعتراف المتبادل بالحدود المعرفية والإمكانيات العقلية والمادية والروحية لكل

Арабистика Евразии, № 3, Ноябрь 2018 Eurasian Arabic Studies, № 3, November 2018

الدراسات العربية الأوراسية،3، نوفمبر 2018

АРАБИСТИКА ЕВРАЗИИ EURASIAN ARABIC STUDIES

EBPAl АРАБиаИКАСЬГ

طرف يجعل مساحات التوتر دائمة الحضور بينهما. فالفكر الديني الذي يربط. المصير البشري بمشيئة خالقه، ويحاول أن يضع مسافة بين الخالق والمخلوق، وذلك لكي يحرر الوهج الرباني من انحرافات الزمان والتحولات الدراماتيكية الدائمة في التاريخ وهذا، بلا شك شيء حسن . إلا ان هذا الفكر الديني المرتبط. بهذا المنهب أو تلك الملة لم يستطع أن يعطينا صورة شاملة متكاملة عن المصير البشري، لانه يبقى أسيرا لتأويله الضيق المذهبي وهذا ما يجعله شديد التمسك بالطقوس، وشديد الحنر من التواصل المنفتح والايجابي مع الآخر. في حين نرى في المقابل بأن الفكر العلماني يربط. المصير البشري وحوار الحضارات بالمسار العام للعملية التاريخية للبشر، أي بجدلية الحركة التار.خية المتغيرة دائما، التي تترافق مع التفير الدائم لكل أنواع الوعي الاجتماعي للبشر. الفكر العلماني بهذا المعنى يحصر مجاله في شؤون الدهر، في شؤون الدنيا فقط. وهو بهذا

لا يريد أن يربط كل أشكال الوعي البشري ممرجعية نصية فوق تاريخية، فوق بشرية، أو بالمعنى

الديني، بالمرجعية النصية المقدسة، الموحى بها من الله. وبهذا يضع الفكر العلماني نفسه خارج فكرة' الخلاص أو الثواب والعقاب الغني تشكل واحدة من الأركان الأساسية للنصين المسيحي والمسلم.

بهذا المعنى يكون كل ككر سواء أكان دينيا ام علمانيا ححررأ نفسه من يود معينة، ومقيد في الوقت نفسه ممحانير معينة. وهذا الأمر لا يشكل فقط الحاجز المعرفي الكبير في عملية الحوار الانساني الشامل ببون الحالمين الأرثوذكسي والإسلامي ككلد، بل انه يخلق الشرخ الكبير، داخل البنية الفكرية والثقافية للحضارة الواحدة والشعب الواحد، وحتى بين أبناء الدين الواحد من مؤمنين وعلمانيين.

يبدو في مثل هكذا طرح بأن الفكر الديني وكأنه أقال عقله عن حركية التواصل الخلاق مع مغغيرات المعارف والعلوم والأنظمة الثقافية والأخلاقية. في حين يحصر الفكر العلماني نفسه ضمن البعد النهري الواقعي القصير لحياة' الإنسان المادية، دون أن يكمله بالبعد الروحي الذي يحضر بقوة في الفكر الديني والذي يفتح مساحات واسعة من الرجاء والحياة الأبدية للإنسان٠ ما لم تقوم العقول الحوارية الحكيمة في الفكريين في هدم الهوة بين التاريخي و المتتذار.بخي، بين

المادي والروحي، والزمني والأبدي. فإن الشرخ سيبقى قائما داخل كل حضارة' وينعكس سلبا على كل المستويات . فالتداخل بين العقل العلمي والعقل الديني ضووري في العالمين، ليس فقط من أجل تعميم المعرفة الشاملة بل أيضا من أجل التناغم الدائم بين الأرضي والسماوي. أو كما يقول أحد

المفكرين الدينيين في الديار الروسية، عمر أدريسوف "لا يمكن ان يكون هناك إحياء روحي بدون

البحث، بدون المعرفة، بدون التفاعل والحوار الخلاق بين العلم والدين بدون الحوار بين الأديان. وكما يبدو لي فإن مشيئة الرب تحلل علينا.حين تتعاون الأديان والعلوم فهي تسير في اتجاه واحد وهو معرفة العالم. وطريق معرفة العالم هو الطريق إلى الله" )إدريسوف، 1996(. العائق السادس الخلط. بين البعد الثقافي للدين والبعد ألطقوسي والتداخل المصطنع بين السياسي والديني. كل هذا يقف حجر عثرة أمام إمكانية التعارف واللقاء الايجابي ليس بين العالمين فقط، بل

Арабистика Евразии, № 3, Ноябрь 2018 Eurasian Arabic Studies, № 3, November 2018

الدراسات العربية الأوراسية،3، نوفمبر 2018

АРАБИСТИКА ЕВРАЗИИ EURASIAN ARABIC STUDIES

EBPAl АРАБиаИКАСЬГ

بين أبناء الشعب الواحد المنتمين إلى أديان ومذاهب متنوعة. فالبعض يخلط. مثلاء بين المعرفة الدينية والوحى. فالمعرفة هى بكل بساطة القراءة البشرية للوحى. فإذا كان الدين الموحى مصدره

أفق المرء للحوار. فبواسطة الحوار الخلاق المعتمد على ثقافة دينية واسعة قفتح الأبواب لكل رئة دينية لكي تتنشق وجهة النظر الأخرى من أجلد إضافة علامات مشرقة جديدة على فهم الحقيقة الدينية، الغني هى كل متكامل ذششارك فيها كل اطءطراف من أجل إتمام الصورة الإيمانية عن الحقيقة الإلهية. وما نشهده في العالمين الإسلامي والأرثونكسي من إقامة بعخر الجدران العازلة بينهما، ليس مصدره المعرفة الدينية ولا أسئلة الثقافة العلمية والوجودية ححضارة المعاصرة'، ولم يكن إطلاقاء مستقى من النص الدينى الموحى أو المؤول من قبل القراء الحكماء الكبار، بل إنها ما تزال تشكل، للاسف ضوورة براغماتية من ضرورات السلطات الدينية التى نريد ان تمسك بقوة

البعض منهم للانغماس فى إغراءات السياسة وتلويثات الحياة الدنيا وتحديدء المادية منها، مما يجعلهم يبتعدون عن الرسالة الأخلاقية الروحانية للدين. وهذا الذي يعرض بعض رموزها فى العالمين الأرثونكسى والإسلامى للكثير من الججارب المرة التى تجعل الناس الأتقياء مؤمنين وعلمانيين يشككون بمصداقيتهم مما يبدو لهم وكأنهم يشكلون سلطة نافذة مثل بقية السلطات الدنيوية التى تضع فى صدارة اعتباراتها المال والكرسى وقوة التأثير النفسى والحيثى على البشر. العائق السابع المتواجد فى العالمين الإسلامى والأرثونكسى هى الثقافة المنقوصة فى الديمقراطية. فغياب الثقافة الديمقراطية والممارسة الديمقراطية فى هنين العالمين يجعل معظم أنظمة الحكم منها أقرب الى الأنظمة المتسلطة. والكثير من هذه الأنظمة التى لم تستطع أن تثبت حكمها بالاستناد الى النظام الديمقراطى، تلجأ إلى موردوها الدينى أو السياسى القديم. ومن أجل تبرير لا بل تأبيد

حضورها وسياستها، فهى تمارس سياسة "التحديث" من خلال خطاب إيديولوجى ودينى معين مع جمهورها الشعبى حيث تجري محاولة "توفيقية " بين اللهث وراء قيم الحضارة المادية ومبتكراتها التكنولوجية، وبين الرجوع إلى الموروث السلف، الرامى "إسلاميا" عند البعض الى إعادة التفكير بإقامة الدولة الدينية المستوحاة من تجربة دولة "المدينة"، أو العودة "أرثوذكسيا" فى الحضارة الروسية على سبيل المثال لإقامة دولة روسيا المقدسة أو روما الثالثة كما ينظر لها العديد من الكتاب الروس. كل هذا الأفكار الغني لا تأخذ بعين الاعتبار لا لخة العصر ولا التركيبة الدينية والثقافية المتنوعة للنسيج الحضاري للعالمين، 'لنجعل أفكارها فى موقع النقيض أمام الحوار الخلاق بين الناس التواقون الى التواصل والتكامل. القواسم المشركة

رغم وجود هذه العوائق ١لأبيستومولوجبة و التاريخية و الحيثية الراهنة فإن هناك قواسم مشتركة بين العالمين الأرثونكسى والإسلامى تجعل نقاط الشبه بينهما موجودة فى أكثر من مجال. فكلا

٠٠ ء ٠٠ ٠٠

العالمين يعيشان الحلم الأبدي بالتقرب من الروح السماوية والتوجس من لعبة الإنسان العبثية في

الدراسات العربية الأوراسية،3، نوفمبر 2018

АРАБИСТИКА ЕВРАЗИИ EURASIAN ARABIC STUDIES

ЕйРАЭ1РАбиаикАСьг

ركضه لا بل لهثه وراء إغراءات المادة في الحياة الدنيا. وهنا يحضرني قولان لحكيمين من العالمين. الأول المفكر الأرتونكسى الروسى ألكسندر بنارين الذي كرس عصارة' تفكيره قبل

iНе можете найти то, что вам нужно? Попробуйте сервис подбора литературы.

٠٠ ٠٠ ٢

رحيله الجسدي عن هذه الدنيا لكتابة مؤلف روحاني وعلمي هام تحت عنوان "الحضارة الأرثوذكسية في عصر العولمة". وفي إحدى فصول الكتاب يقول: أفي الكونية الأرثوذكسية لا يمكن الإبداع في البيئة الاجتماعية ولا في "النصوص" الضيقة الغني تشتغل عليها الجماعة السوسيولوجية. الإبداع يبرع فقط. على وهج الأقطاب، يتغذى من فوق، من البرنامج الما فوق اجتماعي، الإبداع الحر، ومعه كل أسئلة الوجود وحياة الإنسان كلها تتحرك بين هذه الأعماق والأعالي، بين أعمق أعماق الطبيعة وبين الروح الربانية" (بانارين، 2003(.

وفي المقابل يشير المفكر الإسلامي منصور المعدل في بحث مهم له تحت عنوان "الثقافة الإسلامية والسياسة": أيكمن التوتر في الفكر الإسلامي بين المثالي والفعلي، بين الروحي والزمني، الفضيلة والقوة، بين حكمة الله وسلوك البشر" (المعدل،2004). في الحالمين الأرثوذكسي والإسلامي هناك الى جانب هده الأحلام والحكم الفلسفية والبيئية هناك العديد من القواسم المشتركة بينهما تجعل إمكانية الحوار واللقاء بينهما واسطة الآفاق وأنكر

بعضها:

1- إن كل من الأرثوذكسية والإسلام ينتميان إلى روح و فلسفات الشرق.

2- إن العالم الأرثوذكسي والعالم الإسلامي يملكان تراثا إيمانيا يستند الى المبدأ الأزلي المؤمن بالإله الواحد الأحد. وكلاهما ثقافتهما الحيتية تعطي الأولوية للروحانيات على الماديات.

3- إن العالم الأرثوذكسي والعالم الإسلامي كانا وما زالا يعيشان تقريبا بعيدين عن الاستفادة من منجزات الحداثة وما بعدها.

4- إن العالم الأرثوذكسي والعالم الإسلامي يحتويان على أوسع فئة من الناس المعنبين والمحرومين من خيرات هذا الكوكب المادية والمعنوية والمعلوماتية. ولعلهم يتصدرون قائمة النين لا يتنعمون بقيم العدالة والسيادة والكرامة.

5- إن العالم الأرثوذكسي والعالم الإسلامي قد يتصدران قائمة المتضررين من خطر الجوانب السلبية في العولمة الثقافية، وذلك نظرأ لغنى الإرث الثقافي لشعوبهم ولتصاعد وتيرة' الحالة العدوانية التي تفرزها الجوانب السلبية من العولمة المؤمركة حيالهما.

الخلاصة

المرتجى

هناك مساحات ثقافية وفلسفية ودينية وروحانية وسياسية واقتصادبة واسعة، يمكن الحوار العقلاني حولها والاتفاق معأ على رسم إستراتيجية تعاون وشراكة ببون الطرفين في أكثر من مجال سأختصر في نهاية البحث الإشارة الى البعض منها:

على المستوى الفلسفي والديني والروحي هناك مسائل وجودية، تتمكن الطاقات المبدعة في العالمين الأرثوذكسي والإسلامى أن تخوضها بشفافية وعمق نظرأ للمخزون الثقافي والديني

Арабистика Евразии, № 3, Ноябрь 2018 Eurasian Arabic Studies, № 3, November 2018

الدراسات العربية الأوراسية،3، نوفمبر 2018

АРАБИСТИКА ЕВРАЗИИ EURASIAN ARABIC STUDIES

EBPAl АРАБиаИКАСЬГ

العميق للشخصيتنين الحضاريتين، منها الأسئلة المتعلقة بالحياة والموت، المففرة والمسؤولية، الألم والسعادة، الخلاص الفردي والخلاص الجماعي، الحياة الدنيا والحياة الأزلية وغيرها من الأسئلة الكبرى الوجودية التي تقلق إنسان اليوم. فالخوض في غمار هذه المسائل وتعميق الحوارات حولها ليس هدفه اررف الفكري والاعتناء الثقافي والروحي لأولئك الذين يهتمون بمثل هذه المسائل بل إن أهميتها القصوى تكمن في السعي الدائب لإغناء العلاقات الإنسانية والروحانية المتبادلة بين العالمين الأرثوذكسي والإسلامي.

والأمل المرتجى المطلوب من الطاقات الفكرية والسياسية المتواجدة في المؤسستين الدينية والدنيوية عند الأرثوذكس والمسلمين هو السعي الدائب من أجل أن يقدم المسيحي - الأرثوذكسي صورة للاسلام يتمكن المسلم فيها من رؤية نفسه فيها، وأن يقدم المسلم بدوره صورة يستطيع الأرثوذكسي — المسيحي أن يرى نفسه فيها. وهناك مزاج ايجابي وإسلامي مبشر بالأمل متواجد في أكثر من بقعة من البقاع الواسعة الغني تتواجد فيها جماعات مؤمنة و نوات مفكرة علمانية و غير علمانية من الطرفين في الأرجاء الواسعة للعالمين الأرثوذكسي والإسلامي. إن كل من العالم الإسلامي والعالم الأرثوذكسي وبما يشمله مجالهما الشاسع من تنوع ديني إتني وثقافي، يشكلان مختبرا ساخنا لحوار أو تصارع الثقافات والأديان، والمصالح والآمال، فإن هنين العالمين بحاجة إلى تقارب أقرب وأوثق بينهما، لأن منطق اممصالح ورسم الاستراتيجيات العقلانية والواقعية المفيدة للطرفين قد تفرض حالها على سياق العلاقة بينهما. ففي هذا السياق يقول الأكاديمي الروسي ألغ كولوبوف: "إن العامل الإسلامي حاضر في تجديد الروسيا. ومن الأهمية بمكان أن تدخل روسيا اممعاصرة في جنباتها كل الطاقة الإيجابية للاسلام من أجل حل الكثير من المهام الاقتصادية والحيتغية في ميادين مثل الحقوق والسياسة والثقافة وغررها" (كولوبوف،

والشيء الذي يطمئن النفس ويعزز الثقة بالمستقبل هو تكاتف وتعاون بعخى الفعاليات فى العالمين

٠٠ ٢ ٠٠

من أجل تكوين أساس واقعي لححاور الشامل بين الحضارتين . وهذا يستدعي بلا شك تكوين الآليات أو المؤسسات أو مراكز الحوار بين كل دولة وأخرى وبين المؤسسات غير الحكومية، وبالنات في تلك الأماكن الغني تتعايش فيها المجموعات الأرثوذكسية والإسلامية، على أن يكون الهاجس الأساسي للنين يشرفون عليها هو إدخال الطمأنينة الحيتغية والنفسية لوضع الأقليات الأرثوذكسية وسط. الأكثريات الإسلامية ولوضع الأقليات الإسلامية وسط. الأكثريات الأرثوذكسية. وهناك مبادرات ونشاطات هامة جدأ تقوم بها العديد من الوزارات أو الجمعيات والشخصيات المرموقة من الحضارتين على أكثر من مستوى وصعيد، لا يمكن هنا التوقف في هذه العجالة على معظمها إلا إنني أنكر واحدة واعدة منها يحركها، مشكورا كل من الدبلوماسي و العالم

الروسي السفير الككلف من قبل وزارة' خارجيته للتعاون بين روسيا والعالم الإسلامي الدكتور

فنجامين بوبوف والأمين العام ممتظمة اممؤتمر الإسلامي البروفسور التركي إكمال الدين إحسان

.)1997

Арабистика Евразии, № 3, Ноябрь 2018 Eurasian Arabic Studies, № 3, November 2018

الدراسات العربية الأوراسية،3، نوفمبر 2018

АРАБИСТИКА ЕВРАЗИИ EURASIAN ARABIC STUDIES

EBPAl АРАБиаИКАСЬГ

أغل، فهذان المسئولان يعملان بنشاط ملحوظ ومشكور، مع فريقهما، من أجل تقارب واقعي أوثق بين العالمين (بوبوف، 2005(.

وأكثر الأمثلة هنا من روسيا لأن فيها الجماعة الأرثوذكسية الأكبر في العالم، وعلى أساس موقفها وتنسيقها مع أخواتها في الجماعات الأرثوذكسية المتواجدة في المحيط الإسلامي، تتحدد الكثير من المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع ادمدني في كلل من تركيا والمملكة العربية السعودية و

أيران ومصر ولبنان وسوريا واليونان وغيرها من البلدان التي تشكل الروح الاسلامية

والأر'ئوذكسية جزءا لا يتجزأ من تكوين شخصيتها الثقافية، في'نحول الكثير من الأحلام والرغبة الطيبة واممرجوة إلى لقاء أقرب وأدفأ بين الحضارتين إلى واقع حي٦تي.

وقد يكون خشة المرتجى هو التمد على واحدة من أبرز المهام، التي ينبغي على الحاكم والمحكوم، المؤمن و العلماني في كل من العالمين الأرثوذكسي والإسلامي أن يطرح على نفسه الأسئلة التالية حولها: إلى أي حد نعمل جميعأ من أجلد تحقيق مفاهيم المعرفة العقلانية ومبادئ العدالة الاجتماعية وتوسبع مساحة الأخلاق والتضامن مع المحرومين والمعذبين في المدى الحضاري الإسلامي و المسيحي وفي كل العالم؟ ا الأهم من هذا كله هو أسهام الجميع في الأخوة الإنسانية العامة من أجل تعميق أواصر المحبة والعدل والسلام بين سكان هذا الكوكب الذي نعيش عليه معا؟

1. خضر، ج.(1994(. العلاقات الإسلامية - المسيحية: قراءة' في الراهن والمستقبل. مركز الدراسات الإستراتيجية والبحوث والتوثيق. بيروت. ص. 209 .

2. النهار. 15 أ.بلول،2002. ص 11

3. م.اركون . (1996(. نافذة على الإسلام. دار عطية للنشر، بيروت. ص. 232.

4. الكتاب المقدس العهد القديم والجديد. مسترجع من -https://st-takla.org/Holy Bible_.html

5. القرآن. (2008(. بيروت.

6. Идрисов У. Современный Ислам в диалоге культур. Нижний Новгород. 1996. С. 3- 4.

7. Панарин А. Православная цивилизация в глобальном мире. М.: Издательство «Алгоритм», 2003.147 c.

8. المعدل، م.(2004(. الثقافة الإسلامية والسياسة. مجلة "ايران والعرب" عدد 9،

بيروت. ص. 46.

9. Колобов О. Русский вопрос и исламский фактор. Из книги «Ислам на пороге ХХ! века». Нижний Новгород, 1997, С. 5.

المصادر

10.Попов В. Исламский мир и Россия - движение навстречу. Азия и Африка сегодня. № 2, 2005. С. 31-34.

BIBLIOGRAPHIC REFERENCES

1. Khodr, G1994١ا .؛ Islamic-Christian relations: T^e^c^c^i^r^g the f^T^e^؛؛e^r^t and the future. Center for strategic research, development and documentation. Beirut. (In Arabic)

2. Newspaper "Al-Nahar" (2002, September 15). p. 11. (In Arabic)

3. Arkun, M. (1996). Window on Islam. Beirut: Publishing House "Atya". (In Arabic)

4. The Holy Bible: Old and New Testament Scriptures. Refrfeved from https://st-takla.org/Holy-Bible_.html (In Arabic)

5. Qur’an. (2008). Beirut. (In Arabic)

6. Idrfssov,U. 1 1996١اУ^с^С^؛^т^п Islam in the dialogue o؛ cuhures. Nfzhny Novgorod. (In Russian)

7. Panarm, k. (Tly Orthodox civilization in the global world. Moscow'. Publishing House "Algorithm". (In Russian)

8. Al-Muad'dil, M. (2004). Islamic culture and politics. Iran and the Arabs, 9, Beirut, 46. (In Arabic)

9. Kolobov, O. (1997). Russian issue and Islamic factor. In ”Islam on the threshold ofXXI century”. Nizhny Novgorod. (In Russian)

10. Popov, V. (2005). Islamic world and Russia - the movement towards. Asia and Africa today, 2, 31-34. (In Russian)

Injforntionabout author PhD Suhail Farah

Academician f Б^1^1^؛؛؛^с^п Academy f Education, Professor c^f Pl^i^l^c^؛^c^p^ly f civilization c^f Tebanese University, President c^f Open university "Dialogue f civilizations» gsfaralfiotmail.com

i Надоели баннеры? Вы всегда можете отключить рекламу.